الجمعة، 11 أكتوبر 2019

صناعة الثقافة

صناعة الثقافة

وصناعة الثقافة هي بناء و تعزيز وترويج الثقافة. بمعنى إكمال البنية الثقافية للمجتمع لتخدم أهدافه بصورة شاملة متوازنة. وتعزيزها بزيادة التعريف بمعانيها ومدلولاتها وأثرها على المجتمع والتأكيد عليها كمحرك للمجتمع. وترويجها بنشرها و الدعوة لها وتبيان منافعها وقيمتها في بناء المجتمع المتميز حضارة وفناً. وصناعة الثقافة فن راق يحتاج لدربة ومران  ووعي كبير. فهي تغيير وبناء لكيان الإنسان، وهذا أمر له أثره وخطره. و من المؤسف أن الوعي بهذا الأمر ليس بالكبير، مما يترك أمر صناعة الثقافة خارج نطاق التخطيط في كثير من الدول وبين كثير من الشعوب والأمم. ويجب أن نتنبه للفرق بين صناعة الثقافة والصناعة الثقافية، لأنه فرق جوهري. ففي الصناعات الثقافة نحن نقوم بالاستفادة من الأعمال الثقافية وٕانتاجها على نطاق تجاري واقتصادي، وهنا نحتاج لخبرة في إدارة الأعمال والتسويق وسلوك المستهلكين وما إلى ذلك من متطلبات العمل الصناعي وٕادارة الأعمال. أما في صناعة الثقافة فهذا شيء مختلف تماماً. فالذي يصنع الثقافة هو بالضرورة مبدع بشكل من الأشكال. وله مستوى من الوعي بما يكفي لتشكيل شيء جديد وذو دلالة ومعنى ليجعله مادة ثقافية ولها قيمتها المعنوية. هنا يلزمنا الانتباه لنفرق بين المنتجات ذات الطابع
الثقافي. فإذا نحن استقبلنا بالحفاوة كل غث وثمين، لاختلط الحابل بالنابل، و لدخلت منتجات تافهة علينا باسم الثقافة. فكم من منتج تافه ليس له قيمة فكرية أو أدبية أو قيمة اجتماعية، تلقفه بعض العوام بالحفاوة والإعجاب حتى راج وطمس على الأعمال الأكثر رصانة وقيمة. فالمطلوب أن ننتبه حتى لا نروج للتفاهة الثقافية.

من كتاب إدارة وتسويق الثقافة والفنون، ناجي منصور ابراهيم محمد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق