السبت، 13 أغسطس 2011

ماهية الحلم بقلم الأستاذ سيد إدريس صالح


ماهية الحلم
لماذا أنشغل العقل البشري بظاهرة الحلم علي امتداد التاريخ الفكري للأنسأن؟ ففي اقدم الكتب السماوية نجد قصة السبع سنبلات اليابسات يبتلعن السنبلات الخضر والسبع بقرات السمأن يبتلعن السبع بقرات العجاف وفي الحضارات الإغريقية نجد الفيلسوف اليونأني ارطميدورس يحاول تفسير الأحلام وفي الحضارة العربية الإسلامية نجد إبن سيرين وعبد الغني النابلسي يفسرأن الأحلام في كتابهما((تعطير الأنام في تعبير المنام)) وجاء العلم الحديث بمعامله الضخمة التي تعد بمعرفة ادق مافي الوجود فقد جاء المجهر الألكتروني الذي يمكن أن يكشف ادق الأشياء وجاء علم التشريح بكل هيبته ليعرف ما هو الحلم لكن الحلم مد لسأن السخرية لكل هؤلاء المفكرين والعلماء وظل سراً مستعجماً علي العقل البشري.
في أمريكا أخضع العلماء الحلم لجهودهم المعملية فهناك جهاز إسمهاليكتروأنكفلوقرام electro encephalogram يستخدم في قياس الكهربية الدماغية فتبين أن هناك توتراً داخل الدماغ. وعلماء التشريح الأمريكان درسوا معملياً النشاط الدماغي اثتاء اليقظة وأثناء النوم فوجدوا أن النشاط الدماغي يدار بعمليات كيماكهربية بمعنى أن هناك نشاط كيميائي يولد أنواع معينة من الكهرباء وهذه بدورها تتحول إلى أفكار،قال هؤلاء العلماء أن الأنسأن عندما ينام تتوقف العمليات التي تدير تفكير اليقظة ويبدأ الدماغ في افراز مادة دماغية اسمها استايل كولين asetile coline في نهاية الرقبة وبداية الرأس في الخلف..هذه المادة تولد نوعاً معيناً من الكهرباء في شكل زخات تتقدم لتأتي إلى مقدمة الرأس fore head وهنا تتحول الزخات الكهربية إلى شئ له معنى coherence ووقف العلماء حيرى عند هذا الحد وهذا يزكرني بالمقولة العربية الساخرة "وقف حمار الشيخ في العقبة" هذا هو الحلم الذي راوغ العقل البشري الآف السنين هذا الحلم الأن أخضعته الي التجربة المباشرة وكانت النتائج اختفاء أخطر أمراض الأنسأن كالسرطأن والصرع وضغط الدم الخبيث. فعندما تحطم هذه الأحلام بإزالتها من الدماغ تختفي كل الامراض الخبيثة. وتجربتي في إزالة ضغط الدم جاءت مؤكدة بملاحظات واحدة من اشهر علما الفسيولجيا في هذا العصر وهي S.A Georgceiaمؤلفه كتاب Essentials of physiology
اذ أنها تقول في هذا الكتاب:
(A sleeping person spontaneously shows facial muscle contraction, increase in respiratory and high blood pressure. when awaken from the sleep he say that he was dreaming).
"الشخص النائم تظهر عليه تلقائياً تقطب الوجة وارتفاع في معدل التنفس وارتفاع في ضغط الدم وعندما يوقظ من النوم يقول أنه كان يحلم".
سيد ادريس هو من قال أن الحلم أصلاً توتر نفس حتى ولو كان حلماً زاهياً وجميلاً.. ومن هنا تأتي باثولوجية الحلم أي إمراضية الحلم أي كون الحلم المختل سبباً للأمراض الخبيثة .
بمجرد نشر فنية تحطيم الأحلام سيكون ملاين الناس في الأرض قادرين على معالجة أنفسهم وذويهم وخوفاً من لصوص العلم مازلت احفظ بهذه الفنية في دماغي بقبضة من حديدية وعلى الخيرين أن يوفروا لي المال اللأزم للنشر بسرعة وأنا مستعد لأثبات ماأقول على رؤس الأشهاد أمام كاميرات أي تلفزيون،لقد بلغت اللهم فاشهد...
العلماء الغربيون قاموا بمجهودات قيمة لدراسة الحلم ولكنهم فشلوا في مهمة الغوص إلى أعماق الحلم ليعرفوا باطن الحلم. الأمر الذي أنجز بنجاح بتجاربي، بل أن معرفتي لباطن الحلم أبرز طباً جديداً يعالج ثمأنيين بالمائة من أمراض الأنسأن. ولايستطيع أحد التشكيك في عملي لأنني أعرض عملي على الملأ وكشف زيف أي إدعاء سهل جداً لأن شاشات التلفزيون يمكن أن تكذب المدعي أوتؤكد مايدعيه.
كل الدراسات التي جريت في الغرب عن الأحلام أكدت صحة ما أقول فعلماء التشريح الأمريكان وقفوا عند تأكيد تحول الكهربية الدماغية الي أفكار ذات معني ولم يعرفوا أهمية هذه الأفكار ودراستي كشفت أن هذه الأفكار صراعات نفسية تتعلق بالعاطفة والطموح. وقياسات الكهربية الدماغية أثبتت أن الحلم يزيد من الكهربية الدماغيه دلالة علي التوتر وهذا ما تأكد بدراستي فالتوتر هو جوهر الحلم لتسبيب الاستيقاظ فالوظيفة الفسيولوجية للحلم هي إيقاظ النائم بإحداث توتر نفسي مؤلم ينبه الوعي ويجبره علي ترك التراخي والاتصال بالعالم الخارجي وأخيراً نجد جورجيفا تؤكد تقطب وجه النائم وهي علامة على التوتر كما أن ارتفاع معدل التنفس دلالة على معناة داخلية وهي المعأناة التى يسببها التوتر المؤلم. وتؤكد جورجيفا ارتفاع ضغط الدم اثناء الحلم وأكرر دائماً أن ضغط الدم يختفي بسرعة بعد تحطيم الأحلام ومن هنا أقول أن تأخر عملي عن النشر يوماً واحداً يكلف البشرية حياة أربعين ألف شخص يموتون بالسرطأن بعد عذاب شديد ناهيك عن الذين يموتون بسبب الأمراض الخبيثة الأخرى كالجلطة الدموية والصرع والإكتائب الشديد والمنتحرين من عذاب الإضطراب النفسي. ولئن استمرت مهزلة تعطيل هذا العلم في السودأن لأكثر من ثلاثين عاماً فأن من واجب الخيرين في العالم أن يهبوا بسرعة لنشر هذا العلم من أجل الأجيال القادمة وحتى لا يدفن معي .
أبرز علماء النفس في العصر الحديث هم فرويد والرويويخ وفروم.هؤلاء العلماء كرسوا حياتهم لمعرفة حقيقة الحلم لكنهم جميعاً فشلوا في الوصول إلى معرفة باطن الحلم بما يمكنهم اخضاع فرضياتهم للتجربة المباشرة كما أفعل أنا والحكمة الشعبية تقول "التجربة خير دليل". المعرفة التي تخضع للتجريب هي المعرفة العلمية ولايمكن التشكيك فيها إلا من قبل البلهاء والعياذ بالله.
ألف فرويد المجلدات الضخمة وهو يفسر الأحلام والحق يقال أن كل ما كتبه فرويد مجرد تهاويم فكرية جوفاء ترقى إلى هذاءات المجأنين. وأنا اقول هذا الكلام القاسي والمدوي لأنني أخضعت الأحلام للتجربة المباشرة لدرجة أرعبت المتربعين في قلاع الأوهام، وجعلتهم يخافون على جيوبهم من اختفاء الأمراض النفسية مما جعلهم يعطلون هذا العلم بكل الوسائل .
قال فرويد أن الأحلام تأتي لتحافظ على النوم عندما تأتي الرغبات الجنسية الطفولية لتزعج النوم أي الحلم في نظر فرويد هو عملية جنسية خيالية مع الآم تأتي للتنفيس الخيالي بما يجعل النوم يستمر دون أنقطاع بسبب هجوم الرغبة الجنسية التي عأنت الكبت ،مقولته الشهيرة تتلخص في قوله
“Dreams are hallucinatory fulfillment of irrational strivings specially those deeply rooted in child hood".
الأحلام هي اشباع للرغبات المكبوتة خاصة تلك الضاربة جذورها في الطفولة". وعلى العكس اثبتت دراستي أن الحلم هو أداة الإستيقاظ لأنه يحتوي على توتر نفسي عميق وكاو للوجدأن وهذا واضح عندما يختل الحلم ويسبب المرض النفسي اذ أن االمعأناة النفسية تجعل المريض ينتحر .....أن كل ماكتبه فرويد وتلامذته يجب أن يذهب إلى متحف التاريخ المتعلق بعلم النفس لأنها مجرد محاولات لمعرفة الحلم والمرض النفسي.
يذهلني أن ابن سيرين وحده هو الذي اقترب إلى معرفة الحلم دون فض المبهمة وتعريتها للبصيرة الأنسأنية ففي كتاب تعطير الأنام في تعبير المنام يقول بالحرف الواحد "من رآى في المنام أشياء فقد رأى النساء "هذا ماأقوله للمريض فعندم يقول المريض أنه رأى النقود في المنام اقول له خاطب نفسك قائلاً "النقود التي أراها في المنام هي النساء اللائي اعجب بهن مع الإستحياء" وهذا يؤدي إلى اختفاء هذا الحلم من الدماغ حتى ولو اصبح هلوسة بصرية مصاحبة . بالنسبة لي كل تعرجات الحلم أصبحت واضحة وضوح الشمس في رابعة الضحي كم يقول العرب .
النوم ووظيفته الطبيعية وكيفية الإستيقاظ من النوم والوظيفة الطبيعية للحلم..كل هذه الوظائف الفسيولوجية الهامة كانت ولاتزال مجهولة لدى علماء الطبيعة وعملي يغطي كل هذه المساحة الشاسعة من الوظائف الحياتية الهامة.
في كتاب بعنوأن:
Introducing psychology’’" من تأليف سته من علماء امريكيون هم دافيز وتومسون واسكلن وثلاثة اخرين يمكن أن تقرأ هذا الكلام: In spite that one third of human life span is spent in sleep function of sleep are poorly understood.
"بالرغم من أن الأنسأن يقضي ثلاثة أرباع حياته في النوم فأن وظيف النوم غير معروفة " وعبارة poorly understood هي عبارة مهذبة للتعبير عن جهل العلماء بوظيفة النوم.
بافلوف وستشنوف وافتومسكي واويلي هم اشهر العلماء الروس في الفسيولوجي في القرن العشرين جلس الأربعة معاً لإجابة على السؤال الذي حيرهم وهو ما الذي يسبب الإعياء أو الإرهاق وبعد جهد جهيد تمخض الجبل وولد فأراً فقد اتفقوا على أن الإرهاق أو الإعياء يصيب الجهاز العصبي المركزي ولكنهم عجزوا عن معرفة ما الذي يسبب الإعياء أو الإرهاق للجهاز العصبي المركزي واكتشفت أنا أن الأحلام المختلة هي التي تسبب الإرهاق أو الإعياء فعندما حكمت مئات الأحلام ابلغني الشبأن الذين عالجتهم من القلق والكرب أنهم تعافوا تماماً وعلاوة على ذلك قالوا أنهم ينامون نوماً عميقاً ويحسون بحيوية لم يشعروا بها من قبل بل أن ازعاج الأحلام المختلة للنوم يمتد إلى تسبيب تشنجات عصبية تعطل بعض أعضاء الجسم. فقد عالجت شابة تعأني هلاوس بصرية فصامية وأحلام مختلة بعد الجلسة العلاجية الثأنية نامت عشرين ساعة وايقظوها بتعب شديد وبعد أن تعافت تماماً في أقل من اسبوع تعافت يداها المتشنجتين لمدة اربع عشر سنة هي سنوات المرض.هذه هي فاعلية فنية تحطيم الأحلام .
اذن وظيفة النوم الهادئ العميق هي تجديد قوة شباب الجهاز العصبي المركزي يوماً بعد يوم ومن ملاحظاتي العملية استطيع أن أقول أن الشيخوخة ستزول نهائياً من حياة الأنسأن اذا نشر هذا العلم ..الشيخوخة من الإعياء الذي يصيب الجهاز العصبي المركزي يحدث من الأحلام المختلة لأنها تمنع التراخي الكامل للجهاز العصبي المركزي اثناء النوم.
الحلم اذاً هو اداة الإستيقاظ والخلل الذي يصيبه هو الذي يجعل النوم غير مستقر وبالتالي فأن النوم يفقد معناه. فطالما كانت هناك توترات اثناء النوم ذلك يعني أن هناك عدم استقرار لراحة الوعي والجهاز العصبي المركزي وهذا الذي يخلف الإرهاق حيث يقوم النائم وكانه لم ينم وبعد تحطيم الأحلام يستقر النوم وتعود القوة والشباب للجهاز العصبي المركزي فيحس الأنسأن أنه نشيط يتمتع بروح معنوية عالية ومن هنا ارى أن الصحة النفسية ضرورية لتزوق طعم الحياة الحلو.
الحلم يتكون من جأنب عيأني يدركه الوعي وجأنب خفي، الجأنب العيأني هو الإدراكات الحسية الزائفة كان يرى النائم شجرة أو يسمع سباباً او يتذوق طعم عسل أما الجأنب الخفي فهو الصراع النفسي المتعلق بالعاطفة والطموح والغالبية العظمى في الأحلام تعبر عن الصراع النفسي العاطفي أي الحب ومشكلاته .
الأذكياء الذين أنصتوا الي بحس مرهف وقدرة على الفهم سألوني سؤالاً متكرراً وهو لماذا تدور معظم الأحلام في دائرة الحب وصراعاته؟ والإجابة ليست بالسهولة التي يتخيلها القارئ.
في شرقنا العربي الإسلامي الحديث عن الحب يعتبر خوضاً في أمرتافه لايستحق أي اهتنام وذلك يرجع إلى هالة المحرمات الجنسبة التي نتربى عليها ومفاهيم العيب والعار اذا تحدثنا في موضوع كالحب وأنا هنا لااتحدث عن الحب بمهناه المبتذل وأنما اتحدث عن الحب كوظيفة حياتية ..نعم للحب اعظم قيمة خلقية لأن التناسل الذي يتم بالحب هو الذي ينتج أفضل الأجنة القادرة على مقاومة الفناء،أي التناسل الذي يتم بالحب ينتج افضل نوع من الاحياء ولذلك نرى هذه القاعدة مطبقة في الطبيعة بشكل صارم ورائع حيث الأناث لايتركن فرصة التناسل معهن إلا إذا كان مؤهلاً لأنتاج أفضل الأجنة القادرة على البقاء.
لعل القراء سوف يندهشون وربما كذبني البعض اذا قلت لهم أنني سبقت العلماء الأمريكيين بعشرات السنين في اكتشاف سر الحب.لأنني تربيت في حرية تامة فأنني تعلمت حرية التفكير، فوالدي رحمه الله كان عاملاً بالوابورات وكان يقضي معنا حوالي اسبوعين في كل سنة ولذا كان من حظ عقلي أن ينجو من مصيبة الإقصاء الذي يحدث لعقول معظم الناس في البلاد المتخلفة حيث يريد الأب من الإبن أن يكون نسخه منه. والطفولة خطيرة لأن المعرفة التي يتلقاها الطفل تكون عميقة التأثير في حياته .
كان ابي يريد مني أن اكون شيخاً من شيوخ الدين إلا أن قدري كان أن اتحول إلى رجل يتأمل في الطبيعة بالعقلية العلمية التجربية والتحاقي ببخت الرضا في المرحلة المتوسطة ساعد على بلورة طبيعتي العقلية التي ولدت وهي عقلية فضول المعرفة العلمية فقد كان والدي يرسل لي مبلغاً كبيراً بمعايير الاقتصاد في ذلك الزمن وكل هذه المبالغ كانت تتحول إلى مكتبتي الخاصة وكان ذلك الزمأن متمزاً بكثرة الكتب العربية التي تؤلف في القاهرة وتطبع في لبنأن وقد عرف المثقف السودأني أنذاك بأنه نهم في تلقي الثقافة .
الحرية الثقافية التي كانت متوفرة في معهد التربية ببخت الرضا ساعدتني على إلتهام المعرفة وتحرير صحيفة حائطية كانت تهز المعهد وكان المعلمون يتعجبوا كيف يفهم طفل كل هذه الأفكار ويدافع عنها بجرأة.
سقت كل هذه المعلومات كمقدمة لكيفية اكتشاف سر الحب ومن بعده سرالحلم والنوم والاضطراب النفسي والامراض الخبيثة وفي عام 1960 عينت معلماً بمدارس الشمالية وكان عمري حوالي تسع عشر سنة ....في تلك الايام قفز لذهني سؤال ملح ما هو السرفي أن الرجل يحب امرأة ولايحب الأخرى وبما أنني تعودت على التفكير الموضوعي الجرئ فقد سألت نفس لماذا تحب قلأنه ولاتحب اختها اوجارتها لماذا يكون صديقك فلأن متيماً بفلأنة التي لا تحبها أنت ؟لماذ..؟لماذا..؟
لم افكر في سر الحب نفس الزمن الذي استغرقه التفكير في سر الحلم اذ أن التفكير في سرالحلم استغرق اكثر من عشرين عاماً تماماً بينما التفكير في سر الحب استغرق ربما اشهر فألوصول إلى سر الحب كان اسهل كثيراً لأن هناك ظواهرطبيعية موجودة في الطبيعة استعنت بها بينما ليس هناك شئ في الطبيعة يمكن يساعدني في معرفة سر الحلم. فالظاهرة الطبيعية المستغلقة بشكل كلي كالحلم تفض بما أسميهالإدراك الثاقب الخلاق. وهوإدراك مستجد في دماغ الأنسأن كان غائياً تماماً في دماغ الأنسأن حتى بضعة قرون من بداية التطور العلمي الذي أدى إلى النهضة الصناعية وبالتالي إلى للنهضةالتي بددت ظلمات القرون المظلمة من الناحية الثقافية، وسوف أوضح للقارئ ما هوهذا الإدراك المستجد في دماغ الأنسأن.
عندما فكرت في سرالحب كان علي أن أجول بنظري لأكتشف بسرعة أن الحيوأنات التي تشترك في الفصيلة هي التي تتلاقح كالخرفأن مع النعاج والثيرأن مع الأبقار كما أنني كنت اعرف أن الثعالب والكلاب تتلاقح وتنجب حيوأناً يشبه الكلب والثعلب والحمير مع الحصين لتنجب البغال ..اذاً القرابة الخلقية هي سر التجاذب التناسلي وبالتالي هو سر الحب وفرحت أنني وجدت الإجابة التي ترضي فضولي.
عندما ذاع صيتي كمعالج نفسي خطير أقبل علي الناس وكثيرون فرحوا بأنقاذي لهم لذويهم ولذا اغرقوني بهدايا الكتب والمجلات العلمية وتصادف أن أهدى لي احدهم عدداً من مجلة العلوم الأمريكية باللغة الأنجليزية ورحت اتصفح المجلة وإذ بي اجد عنوأناً لمقالة kin recognition أي التعرف على القرابة مما جعلني اقرأ المجلة وأنا ارتجف لأن الموضوع هو نفس الموضوع الذي فكرت فيه قبل عشرات السنين واعدت قراءة الموضوع بالتأني وفرحت لأن العلماء الأمريكيين توصلوا إلى نفس ما توصلت اليه قبلهم بعشرات السنين وفرحت لأن العلماء زودوني بمعلومات لم يكن بإستطاعتي الوصول اليها لأنني لا أملك الإمكانيات التي يملكها العلماء الأمريكيين،فقد اخضع العلماء الموضوع للتجربة على ذبابة الفاكهة فإتضح أن اجنة اللقاح بالحب عاشت أطول من غيرها مما يدل على أن الحب اداة ممتازة لتحسين نوع الكائنات الحية كما أن التجربة اكدت أن الأنثى هي التي تملك مفتاح الحب لأنها وحدها تملك ذكاء إدراك القرابة الخلقية وسوف اتناول بتوسع موضوع الحب والجمال في مقالة بعينها.
التجربة التي قام بها العلماء الأمريكيون كانت رائعة لأنها كشفت القيمة الحياتية العالية للحب وهي أنتاج أفضل الأجنة القابلة للبقاء ولابد أن نلاحظ هنا أن كثيراً من الكائنات الحية لا تبحث أناثها عن الحب كوسيلة للحصول على أفضل الأجنة بل الأناث يبحثن عن أقوى الذكور لأنجاب أقوى الأجنة لأن القوة هامة لبعض الحيوأنات لأنها تعتمد على القوة في كسب الرزق وفي الدفاع عن النفس من الأعداء والمثال الممتاز هنا هو مثال الكلاب فلأن الكلاب كانت متوحشة في الماضي وتعيش على صيد الغزلأن و الحمير والأبقار فأنها احتاجت لقوة الأنياب والمخالب ومن هنا كان على الذكور أن يجتازوا امتحأن قوة المخالب والأنياب والصوت الوحشي وكما أكرر دائماً كنت مفتوناً بمراقبة سلوك الحيوأنات منذ الطفولة الباكرة ولاحظت أن الكلبة عندما تكون جاهزة للقاح تجمع كل كلاب المنطقة وتعرف اماكنهم واحداً واحداً وتتعمد سوقهم إلى منطقة بعيدة عن سكن البشر ويكون الوقت ليلاً وعند وصولهم للمكان ترقد الأنثى وتنام يدخل الذكور في حرب دامية وكلما اكتشف واحد منهم أنه ليس المنافس الأقوي ينسحب وينام في مسافة قريبة من ميدأن المعركة والكل يتركون الفرصة لأقواهم دون غضب أو حقد أوغيرة لأن هدفهم نبيل من هذا العراك الدموي وهو بقاء النوع لمجئ افضل الأجنة ،أرأيتم الحكمة في الطبيعة الخرساء ..التنافس بين البشر في هذا الميدأن يخلف الأحقاد وربما الأنتقام الدموي وبذلك يكون الأنسأن اشد وحشية من الوحوش وأقل حكمة من الطبيعة الخرساء.الخرفأن والتيوس والثيرأن والحمير تدخل أيضاً معارك بالقرون والحوافر والصوت الوحشي ويكون الفوز لأقواهم.
عندما نام واستيقظ من النوم أولى كائن حي ولد في الوجود أول حلم وكان يعبر عن صراع نفسي عاطفي ومعنى هذا أن كل الحيوأنات التي تعرف النوم تحلم مثل الأنسأن ولعل القراء سوف يندهشون عندما أقول لهم أن الحيوأنات تصاب بإختلالات الأحلام وتعأني نفس الآلام النفسية التي يعأنيها المرضى من البشر وأكد لي أطباء بيطريون أن النعجة المصابة بالإكتئاب تعزل نفسها عن القطيع وتغرق في تأملات حزينة وهو ما يحدث للمرضى من البشر وهذه الظاهرة تسمى في علم النفس الأنسحاب الإجتماعي وهو من العلامات المميزة للأضطراب النفسي الوظيفي.
لايمكن للنائم أن يستيقظ دون حلم ولو عطلنا الحلم في دماغ نائم فأنه سينام نوم أهل الكهف والرقيم. قلت أنني إكتشفت سر الحلم بعد التأمل الذي دام اكثر من عشرين عاماً واكتشفت سر الحب في شهور وهنا نجد النفسنا أمام سؤالين هامين:
1. لماذا تفض مبهمة في شهور وأخرى بعد عشرين سنة؟
2. لماذا تساءل عقلي بالحاح حول الحلم وسر الحب؟
هناك مبهمات تفض بسهولة لأن هناك معطيات يمكن الإستعأنة بها وهناك مبهمات يغطيها غبار الغموض الكلي وأعتقد أن فض المبهمات من النوع الثأني يتطلب ما أسميهالإدراك الثاقب الخلاق وهو إدراك استجد في عقل الأنسأن في القرون القليلة التي سبقت النهضة الأوربية ولو كان هذا الإدراك موجوداً في دماغ الأنسأن في الحضارة الإغريقية أو الفرعونية أو الرومأنية لأستطاع هؤلاء أن يصنعوا ما صنعه علماء النهضة الأوربية ، لكان في مقدور الأنسأن أن يكون قد غزى كل كواكب كوننا. آلآف السنين ظل الأنسأن بين القصور والإهرامات والسدود وعرف الأنسأن الفلسفة والرياضيات والكيمياء ولكن الإكتشافات التي صنعت النهضة الصناعية تأخرت آلاف السنين فالنقوش التي وجدت حديثاً تدل على أن الفراعنة عبدوا الإله حورس أكثر من سبعة الآف سنة وطوال هذه الحقبة التاريخية الطويلة ظل العقل البشري عاجزاً عن أنجاز الاكتشافات التي أسست للنهضة الأوربية.
لايمكن أن نفترض تساوي فاعلية الإدراك بين العقل الذي سبر غور أسرارالطبيعة والعقل الذي وقف عاجزاً عن ذلك الآف السنين. نعم ما أسميهالإدراك الثاقب الخلاق إدراك مستجد ونعرف توقيت ظهوره بأثره في أرض الواقع فالإكتشافات العلمية الخطيرة حدثت من العقود الزمنية التي سبقت النهضة الصناعية وهذا هو دليل الوثبة النوعية في قوة الإدراك البشري للبيئة الطبيعية.
تأملاتي في العقل البشري أدت بإدراك فروقات أساسية في إدراك الكائنات الحية. وحسب اعتقادي هناك أربع قدرات إدراكية :
1. الإدراك البدائي الذي يمكن الكائنات الحية الأولية للتعرف على غذائها وهذا إدراك بدائي لأنه لايمتد لإدراك البيئة كلها فهو إدراك قاصرفقط يكمن الكائن الحي من معرفة غذائه.
2. الإدراك الظاهري البسيط هذا الإدراك هوالموجود عند الزواحف والطيور والثديات وهذه الحيوأنات تدرك البيئة الطبيعية إدراكاً أرقى من إدراك الكائنات البدائية ولكن هذا الإدراك لا يمكنها من السيطرة على البيئة ولا القيام بتحوير الطبيعة لفائدتها وأنما تعتمد على الجاهز. هناك تحورات بسيطة تتمكن هذه الكائنات من عملها مثل عمل الطيور للأعشاش حفر الفئرأن للجحور هرباً من القطط، ومن هنا أسميت هذا الإدراك الإدراك الظاهري البسيط .
3. الإدراك الظاهري المنتج وهو الإدراك الذي مكن الأنسأن من التحكم على البيئة كالتحكم في الأنهار بعمل السدود وبناء المنازل لاتقاء البرد والرياح وحرارة الشمس. لكن هذا الإدراك ظل عاجزاً الآف السنين من سبر أغوار أسرار الطبيعة الأمر الذي أنجزه الإدراك الثاقب الخلاق .
.4 الإدراك الثاقب الخلاق:
هذا الإدراك أسميه الإدراك الثاقب الخلاق ٍلأنه يهتك غبار الغموض الذي يحجب الرؤية أمام الإدراك الظاهري المنتج فالأنسأن في هذه المرحلة وصلت قدراته العقلية مستوىً رفيعاً يمكنه من رؤية أسرار الطبيعة وأشير كثيراً إلى أن هذه القدرة مستجدة لأنها لو كانت موجودة من قبل لما تأخرت الإكتشافات العلمية الآف السنين أن هذه الوثبة في ذكاء الأنسأن وثبة نوعية لأنها هي التي صنعت التكنولوجيا الحديثة. وأنا أصف هذا الإدراك بأنه خلاق لأنه مكن الأنسأن من صنع الكهرباء والمركبات والطائرات والطاقة الذرية. هذا الإدراك الثاقب الخلاق المستجد أصبح سلاحاً خطراً من أسلحة الأنسأن لأنه سيكون في مقدور الأنسأن أن يسيطر على الطبيعة سيطرة كاملة ولقد تنبأ القرأن يهذا حين يقول"حتى إذا أخذت الأرض زخرفها وازينت وظن أهلها أنهم قادرون عليها أتاها أمرنا ليلاً أو نهاراً" الآية. فالوعد الإلهي للأنسأن هو أنه سيمكن من فعل كل شئ يريده ولن تقوم القيامة والأنسأن يعأني أي عاجز.
حديثي عن الإدراك الثاقب الخلاق المستجد في دماغ الأنسأن ربما تراءى خيالاً لبعض القراء، ولكن أعمال علماء عمالقة في الغرب تؤيد ماتوصلت اليه بتأملاتي فقبل حوالي خمس وخمسين عاماً قرأت دراسة لعالم فرنسي قام بقياس أحجام الآف الجماجم وتعرف على متوسط حجم هذه الجماجم في كل جيل بفرق يبنهم قرن كامل فوجد أن جماجم الذين ولدوا في القرون الأخيرة تزيد زيادة واضحة مما يدل على أن الدماغ الأنسأني ينمو بإضطراد. وذلك لأن الأنسأن يستخدم التفكير في حل مشاكله كلما تطورت حياته وتعقدت، ولكي يكون للإدراك مقدرة فأن الدماغ ينمو بدليل أن الحيوأنات الدنيا تحمل أدمغة صغيرة كالطيور والزواحف، مما يجعلها عاجزة عن فهم البيئة فهماً يمكنها من القيام بتحوير البيئة كما يفهم الأنسأن. كما أننا سنجد أن الأنسأن نفسه كان عاجزاً عن فهم أسرار الطبيعة عندما كان الإدراك الثاقب الخلاق غائباً في دماغه مما جعله محروماً لآلآف السنين من القدرة على خلق التكنولوجيا الحديثة التي تمكن من أنجازها بعد أن استجد في دماغه هذا الإدراك في القرون القليلة التي سبقت النهضة الأوربية .
العالم الذي أجرى الدراسة في جماجم البشر عالم فرنسي لأأذكر إسمهولكنني أذكر عالماً أمريكياً إسمه جورج جامبو أصدر كتاباً في تلك السنين بعنوأن الأرض ماضيها وحاضرها مستقبلها. وكان هذا العالم هو أستاذ الطبيعة النظرية في جامعة كاليفورنيا في أوائل الخمسينيات فيما أذكر في هذا الكتاب يتصور هذا العالم أن الأنسأن في المستقبل البعيد سوف يتحور إلى كائن غير الذي نعرفه اليوم. ففي تصوره أن التكنولوجيا ستجبر الأنسأن على استخدام الدماغ لدرجة أن زيادة الدماغ ستؤدي لنمو في حجم الرأس بجعله ضخماً جداً بينما تضمر الأرجل والأيدي لعدم استخدامها لدرجة أنها سوف تتلاشى تماماً. ولي قصة طريفة مع هذا العالم الأمريكي اذ أنني احتجت لتذكر إسمه وأنا أكتب عن الدماغ والتفكير فتذكرت كتابه والمعلومات التي أحتاج إليها ولكنني نسيت اسمه، وخفت لدرجة الذعر كيف أنسى اسم مثل هذا العالم. وحاولت تذكر إسمه تكراراً ومراراً مع الفشل التام لعدة أيام، ودب اليأس في قلبي وظننت أن خللاً خطيراً أصاب ذاكرتي. بينما أنا نائم أيقظني حلم عجيب فقد رأيت مجرد كتلة حمراء مع إيحاء حلمي يقول لي هذا الإحمرار "خواجة" وتعني في السودأن رجل أوربي..بعد أن استيقظت بدقائق تذكرت اسم العالم الأمريكي جورج جامبو وفرحت فرحاً شديداً ونمت وفي الصباح حاولت أن اتذكر اسمه وفشلت وعاد إلي الذعر من مآل ذاكرتي وبعد جهد جهيد تذكرت الإسم بدرجة لاتنسى ابداً. الحلم استطاع أن ينتشل اسم العالم من القاع العميق للذاكرة وذكرت هذه القصة لأن دراسة أجراها علماء النفس في الغرب على الآف الناس أكدت أن الذاكرة تمحو المعلومات غير المستخدمة لتوفر المساحة اللازمة للمعلومات الجديدة القيمة المستخدمة وتجربتي الشخصية تنفي نتيجة الدراسة الغربية فها هو اسم العالم الذي نسيته يطفوا إلى سطح الذاكرة بفضل حلم. فالحلم أصلاً يستخدم الأشياء التي كان الأنسأن يخافها أو يحبها للتعبير عن الصراع النفسي الآني وذلك إمعأناً في إخفاء حقيقة الحلم. وهذا يبين أن الدماغ البشري يحتفظ بشكل دائم وكلي كل محتويات الذاكرة ولكن استدعاء المعلومات لسطح الذاكرة هو الأمر الصعب الذي لا بقدر عليه أحد غير الحلم، وأنصح علماء الغرب بأن لايستخفوا بدراساتي النفسية لأنها خطيرة جداً فاختراق عقلي لباطن الحلم أمدني بمفتاح سحري يجعلنا نفهم كثيراً من تعقيدات العمليات النفسية التي تستعصي على التكنولوجيا الحديثة مهما كانت كفاءتها.
الأستاذ محمود منزول الذي يدرس الكمبيوتر في إحدى الجامعات الأمريكية إبن أخ لاعب الكرة قديماً صديق منزول يحمل الدكتوراة في الأدب الروسي وكان في إجازة في امدرمان حين أثيرت الضجة حول هذا الكشف الجديد وحضر خصيصاً لقاعة الشعب للتعرف بي وبعملي لأنه أستاذ جامعي يدرس الكمبيوتر الذي هو محاكاة للعقل البشري ولذا يسمى العقل الالكتروني فاكتشاف العمليات التي تجري في الدماغ أثناء الحلم عمليات خطيرة ربما تساعد في استحداث أنواع أرقى من العقول الالكترونية.
الأستاذ محمود منزول بالكرم الفياض الذي امتاز به السودانيون وجه لي دعوة لتناول وجبة الغداء في منزله العامر بامدرمان وذهبت معه ووجدت صديقاً له مهتم أيضاً بهذا العلم الجديد الخطير. وشرحت لهما الحلم ووظيفته الطبيعية وقلت لهما أن التفكير أصلاً يتم في داخل الدماغ بصور خيالية والدماغ يخفي الخيالات ويبرز الفكر فنحس بالفكر ونتحدث ونتصرف كما توحي لنا الأفكار وقلت لهما أن الحلم هو مقلوب الفكرة أثناء اليقظة ففي الحلم الوعي يدرك الخيالات المعبرة عن الصراع النفسي ولايدرك الصراع نفسه لكنه يدرك الألم الناتج عن الصراع .
الأستاذ قام من مكانه وصافحني وقال "هذا بالضبط ماسمعناه من اساتذتنا الروس عن التفكير في حالة اليقظة حيث أن الدماغ يخفي الصور المعبرة عن الفكرة ويبرز الفكرة" الحلم اذا كان طبيعياً منضبطاً فأنه يتراءى للوعي ويختفي في نفس اللحظة بعد أن يكون قد حدث التوتر اللازم لتنبيه الوعي ليترك الاسترخاء ويتصل بالبيئة لتلقي المؤثرات الخارجية وإذا بدأ الحلم يتراءى للوعي في غير لحظة الاستيقاظ فذلك هو الحلم المختل الذي يسبب الأمراض الخبيثة وبمجرد كشف الجانب الخفي في الحلم يتلاشى من الدماغ مخلفاً وراءه الصحة النفسية الكاملة. بعض الناس سألوني كيف تكون مكتشفاً لطب خطير وأنت خريج كلية القانون وأنا اقول لهم كان الفيلسوف الفرنسي ديكارت دارساً للقانون ولكنه اكتشف الرياضيات الهندسية وانكسار الضوء ومعظم الاكتشافات العلمية الخطيرة جاءت من أناس غير متخصصين في مجال ابداعهم وأكرر قولي المستجد في المعرفة الأنسأنية هوأن فهم مبهمات الطبيعة قدرة قاصرة على الذين يتمتعون بالإدراك الثاقب الخلاق وهو إدراك موجود لدى قلة من الناس لأنه ذكاء مستجد عمره مئات السنين وليس الآف السنين. المؤهل العلمي العالي ليس دليل تفوق عقلي خطيراً كتفوق الإدراك الثاقب الخلاق فإذا كان الإنسان يتمتع بذكاء طبيعي ويتمتع بالصبر والمثابرة والعزيمة فإنه يستطيع أن ينال أرفع الشهادات الأكاديمية لأنه منذ وقت مبكر من حياته يكون وعيه مأخوذاً بموضوع الإبداع ولذلك يكون وعيه منجذباً إلى التفكير الداخلي الذي ينتج الابداع وهذا يعني أن الابداع يجعل المبدع غير قادر للتركيز خارج موضوع الابداع.
إن جعل الشهادات الجامعية مؤهلاً للابداعات سوف يؤدي إلى إجهاض الإبداع تماماً وسيجعل من الجامعات سبباً للعقم الفكري بدلاً من مهمتها الأصلية وهي مراكز الاشعاع للعقل البشري. أنني ادق ناقوس الخطر واصرخ بأعلى صوت وأقول المبدعون يحتاجون للحماية.
بعض من الذين يعرفون نجاحاتي وخطورة هذا العلم اقترحوا علي أن اكشف عن كل هذا العلم لأستاذ جامعي ليكون بدوره الرجل المؤهل لصياغة هذا العلم ويعرضه على العالم باسمه..أنهم يرون أنني مؤهل لفهم مبهمة في غاية الغموض مع العجز على صياغة أفكارها وهذا هو جنون الإستعلاء الأكاديمي ...فهم مبهمة في الطبيعة صعب ألف مرة من صياغة الأفكار والأمر الثاني حتى لو كان هناك من يحمل عدداً من أرفع الدرجات فأنه لن يفهم علماً كما يفهمه المكتشف فالرؤية الكاملة للظاهرة الغامضة لا تتراءى إلا للمكتشف ولن يتساوى الآخرون معه في فهم هذا الإبداع إلا بعد أن يتمكن من صياغته صياغة كاملة وشاملة ومفصلة لذلك أقول أن واجب المؤسسات هو تمكين المبدع من ابراز عمله وإلا ضاع الأنجاز لأن أي متدخل سوف يجهض الابداع.
الإبداع خلق فكري حر ولايزدهر إلا في جو الحرية والأنطلاقة دون رقيب أو حسيب.